هذا الکتاب یُعنی بدراسة في الأغراض الشعریة القدیمة و المحدثة عند الأطباء الّذین نظموا الشعر متأثرین بمهنتهم في نظم قصائدهم و مقطوعاتهم الشعریة. جُمِعَت علی تفرّقها و شتاتها، فأضافت للشعر کالعصور المتقدمة وثیقةً ضمّت من المعلومات الخاصّة و العامة، مادّة غزیرة ساهمت إلی حدٍّ مرموق في إثراء أوراق دیوان الشعر، إذ سُمیِّ بحقّ «دیوان العرب».
فکان منه الرّديءَ، و کان منه الجیّد الحسن! یعدُّ نتاج الأطباء الشعراء بما فیه من میزات أدبیة و صناعیة عالیة جزءاً هامّاً من الأدب العربي، ظهر فیه من الإبداع و الجِدَة ما وضعه في منزلة رفیعة في نقد الشعر و تقییمه.
في هذا الکتاب الّذي بین أیدیکم، تمحور البحث علی أشهر شخصیات الأطباء الّذین مارسوا صناعة الشعر، نحو: ابن هندو، و ابن القطان، و أبي الحکم المغربي و ابن سیناء و ابن شبل البغدادي.
فهذه الطبقة من الشعراء، منهم من شحّت علینا أخبارهم، فما وصل إلینا عن حیاتهم و أخبارهم و نتاجهم الشعري فهو القلیل النّزر.
و من هؤلاء من أجاد الشعر دونَ أن یرکن إلی التقلید المنفعل في شعره، طرق الکثیر من الموضوعات و المعاني المبتکرة و الجدیدة.
و مما تجدر الإشارة إلیه أنَّ مصطلحات العلوم و أعني هنا الطّب ملحوظة بکل وضوح في أشعارهم تنمّ عن تأثرهم بمهنتهم و مصطلحاتها في صیاغة الشعر، إلی حدّ کبیر.
و هناک حقیقة لطیفة فهي الصّلة بین الأطباء و المرضی من الشعراء، أظهرت نوعاً من الشعر، عُرِفَ بشعر المحاورات، یدخل في هذا السیاق.
و قد اختلف الرّأي بین نقّادنا القدامی حول هذه الطبقة من الشعراء، فمنهم من عزاهم إلی الضعف و منهم من أطرأ علیهم، مستسیغاً ما انتهل من شریعتهم، و شرب من منهلهم. رتبت الأدباء الشعراء من الأطباء وفقاً لترتیب وفیاتهم.
كتاب الأغراض الشعرية عند الأطباء الشعراء من أهم کتب الشعریة للاطباء وقد کتبه بالعربية الدکتور جواد سعدون زاده في عام 2019 للمیلاد.